زفاف بنشوة ضحك لاينسى

جادت السماء ،سماء رب الخيرات بغيث مدرار ،وإخضرت السفوح والفجاج
إزدانت الحقول بالسنابل وزهت بإحمرار زهور بلعمان ،ونبات البسباس وقرين لغزال،،وإحمرت وجوه الأناسي بأكلات البقل وطبيخ الفوم والقثاء
إستبشر الكل بسنة فلاحية جيدة ومردودية تحيي نفوس المزارعين من عناء الحرث والعناية
سهل قبيلتنا من أغنى السهول في المنطقة ،موقع طريف عند قدم الجبل ،بمحاداة
بو مرصيد ،الحدود الجغرافية بين الإخوة البرابرة ،وتبقى قبيلتنا عربية وبمسحة بربرية ،إذ يتكلم الأهالي بالبربرية إن طلب منهم ذلك ،ويتسوقون ويتزوجون من الديار البربرية
جلس عمي حميدة في باحة مسكنه ينظر إلى سماء ربه،والإخضرار يحيط به
فأمر بشاي يطفيء ظمأ تعب جمع الخمائل والتخلص من الأعشاب بحقله ،ولما
إنتشى ورد مزاجه ،نادى عن إبنه وقد أتم عامه العشرين ،فحملق في زوجته وتبسم،،من هي الفتاة التي قد تختارينها لإبنك ،،ففر حميد خجلا و استحياء من أبيه
بعد فترة الحصاد ،سر عمي حميدة ولم يفطن لما قد يخبيء له قدر القيام بعراسية لائقة ،،فالمردودية أكثر مما توقع ،فهل تدوم فرحته ؟؟؟؟
عزم عمي حميدة جميع الأحباب وكل بنصف كيلو حنة وهدية من أجل الحضور
عائلة كبيرة ومتعددة الأسر فالأعمام قبل كانوا قد تزوجوا بأربع وخلفوا خلقا كثيرا ،هذا بالإضافة إلى الخلان وأهل القبيلة
حضر كل المدعوين وقام بذبح عجل سمين ،وذخيرة من الدقيق والخضر والفواكه ،،فأكل الثور في يوم وليلة ،وفي الصباح أمربذبح أربع شياه ،وتاه الناس في الرقص وشرب الشاي ،وعند الظهيرة ،الكل وقوف فوق رؤوس نسوة أربعة أفران من الطين،أبناء موظفين وخلان لا يرد لهم طلب،والخبز البلدي لذيذ
وكل خبزةتخرج من فواهة الفرن تلقى حتفها نهما ،،
وصاح عمي حميدة يا إلهي ،،والآخرون بما يأكلون المرق ،،وصادف ذلك المشهد
ظهور طائرة على غير عادة ،تطير على مقربةمن أنظارنا ،،فثارت ثائرتة ،،وصوب عينيه المنتفختين من السهر نحو الطائرة قائلا ،،يا هذه الطائرة إرمي الخبز وعلب السردين ،،هاذوا راهم يأكلوا حتى الحاكم ،،فإرتميت على بطني من شدة الضحك وريق وخلاصة الخبز تقطر من فمي
فصاحت زوجته في وجهه ،،قم وإطحن أربعة قناطير وإقصد الجزار وعجل بشراء ستين كيلولحما والخضر والعنب,فقافلة سيارات بني عشيرتك في المهجر قد تصل في منتصف الليل
طأطأ رأسه وما عساه يفعل ،قد تكون سنة قحط في جيبه ؟؟
وزادت ليلة الدخلة زادتنا فكاهة ،،فالعريس وبلباسه التقليدي الأنيق وحذاء رياضي يلمع ،أمرناه بالإستعداد للدخول ومباشرة عروسه ،،فركز بصره في الجمع ،وأدار
وجهه خجلا من زوجة عمه ،أرادت أن تكلمه،ففر جهة السهل ولم ندركه إلا بعد ساعةمن الركض وراءه ،فألقيناه بداخل غرفته والعرق يتصبب من جبينه ،وأغلقنا الباب
وأما عمي حميدة فتركناه شاحب الوجه ،محموما متعبا لا يحرك ساكنا

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه